سهير جودة: التعامل مع المرأة يجب أن يكون "عقل مقابل عقل".. والجهل وسوء التربية سبب التحرش‎

 تحت عنوان "المعالجة الإعلامية لقضايا المرأة"، نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، ندوة تثقيفية، تحدثت فيها الإعلامية سهير جودة، مقدمة ورئيسة تحرير برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، على قناة CBC، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، والدكتورة سلوى العوادلي، وكيل الكلية، وعدد كبير من الطلاب، وتحت إشراف الدكتورة أميرة تواضروس، نائب مدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة. 

وفي كلمتها خلال الندوة أشارت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة، إلى أن هذه الفعالية هي بمثابة افتتاح أنشطة الوحدة هذا العام بعد تطويرها، التي تبدأ من كلية الإعلام، الذي يلعب دورا حيويا في تنمية الوعي بقضايا المرأة، بما فيها العنف بأشكاله البدني واللفظي، أو التمييز ضدها، مشيدة بفريق المنسقين وفرق العمل داخل الجامعة وخاصة فريق كلية الإعلام، معربة عن أمنيتها في استقطاب المزيد من الأعضاء للوحدة.
وأضافت عميدة الإعلام أن الوحدة أجرت استطلاعا للرأي، كشفت نتائجه عن أن برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" جاء في مقدمة البرامج التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية بين الجمهور المصري، مما دعا إلى استضافة مقدمته ورئيسة تحريره الإعلامية سهير جودة، بما لها من خبرات صحفية كبيرة. 
وقالت الدكتورة سلوى العوادلي، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب، إن موضوع التحرش من الموضوعات التي تعتبر "تابوهات" في المجتمع يصعب الحديث عنها، مضيفة أن دور الإعلام التوعية بطريقة التصرف في هذه المواقف، مشددة على أهمية المرأة لأنها تمثل نصف المجتمع، ومتمنية استمرار عقد مثل هذا الندوات.
وخلال حديثها قالت الإعلامية سهير جودة، إن ثروة مصر في شعبها وأهلها، ولذلك فلا عجب في أنها هي التي أخرجت زويل والعقاد وطه حسين وغيرهم الكثير من المبدعين، وهذا هو الذي يمنح مصر القوة والصلابة في مواجهة الشدائد، مشيرة إلى أن المرأة المصرية قادرة علي إدارة أسرتها، وتقديم النصح لأبنائها في كل مراحل العمر، وضرب المثل في الإيثار والتضحية، وهي التي تمثل نصف المجتمع، وتنجب وتربي النصف الآخر، مما يدفعنا إلى الاعتزاز بأنفسنا وبجيناتنا المصرية.
وأضافت جودة أن شعار وحدة مناهضة العنف "الحرية والاحترام والمساواة"، يكرس قيما إيجابية تقبل الاختلاف، وتحترمه، وتقوم على أساس "التعامل عقل أمام عقل"، مشيرة إلى أن الفتيات كن يرتدين ملابس مكشوفة في الخمسينات من القرن الماضي، ولكن لم يكن هناك تحرش، والتحرش ظهر لاحقا بسبب الجهل وسوء التربية، التي تقوم على تمييز الذكر علي الأنثى، وإطلاق حريته مقابل كبت الفتاة، وختانها، وتزويجها في سن صغيرة، والتحيز للذكر حتى لو كان على خطأ. 
وانتقدت مقدمة برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" سماح الفرد بممارسة العنف ضده، مطالبة بأهمية أن يرفض الشخص ذلك، وموضحة أن العجرفة أو الأذى مرفوض حتى لو من فتاة لأخرى، لافتة النظر إلى أن الحضارة الفرعونية القديمة احترمت المرأة، وأن الله منحها قوة تحمل لآلام الوضع.
وألمحت الكاتبة الصحفية إلى أن الزي ليس مبررا للتجاوز أو الإهانة مهما كان، وأن "العقل يهذب الغريزة" فلا يمكن أن نترك أنفسنا دون تحكم، مؤكدة أن من تتعرض للعنف يجب أن يكون لديها الإصرار على رفضه، داعية إلى تفعيل دور الإعلام كقاطرة تقود المجتمع للأفضل، رافضة مبدأ "الجمهور عاوز كده"، الذي يتبناه البعض لتبرير الابتذال، مشيرة إلى أن الأفلام القديمة تكشف عن الرقي في التعامل المجتمعي.
وطالبت جودة الطلاب الحضور بالقراءة المتعمقة لتكوين العمق الفكري، وتحري الدقة في اختيار مصادر معلوماتهم، وعدم الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للثقافة، محذرة من خطورة "مدعي الثقافة". واقترحت على طلاي الإعلام تنظيم ورش عمل فيما بينهم حول موضوع "العنف ضد المرأة" والبحث عن أفكار عملية، ووعدت بفرص تدريب للمتميزين منهم. 
ورفضت الإعلامية ضيفة الندوة مفهوم "الزواج قبل فوات الأوان"، مشيرة إلى أن نتيجته "الطلاق السريع"، ومشيرة إلى أن حسن الاختيار شرط مهم للزواج، وأن رفض الزواج أو تأجيله إذا لم يكن هناك شريكا مناسبا هو قرار يعبر عن "قوة"، وأنه لا يوجد ما يسمى "ست بيت"، وإنما زوجة وأم تقوم بدور مهم جدا في المجتمع. 
وتم فتح باب النقاش بين الطلاب الحضور وضيفة الندوة، ودارت الأسئلة حول كيفية تأثير الحملات الإعلامية في صورة الأنثى، ودور القانون في مواجهة الظاهرة، وتأثير السياق الثقافي في انتشارها من عدمه، وتجارب الفتيات في التعامل مع حالات التحرش.
وفي الختام قدمت الدكتورة هويدا مصطفى درعا تذكارية لضيفة الكلية، والتقط الحضور صورة جماعية معهما. 
جدير بالذكر أن الندوة شهدت عرض فيلم توعوي قصير يتضمن أنشطة الوحدة وأهدافها ومبادئها كالحرية، والاحترام، والمساواة. بالإضافة إلى فيلم وثائقي بعنوان "وادي الصعايدة"، الذي يدور حول قرية "السماحة" المخصصة للسيدات الأرامل والمطلقات فقط في الصعيد، وهو مشروع تخرج طلاب قسم الإذاعة والتليفزيون دفعة 2019.

المكتب الإعلامي بجامعة القاهرة