قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، إنه منذ ثورة 52 ونحن نرى كتابات مختلفة تهاجم الثورة، وبعد عام 1973 بدأت شرعية الرئيس المنتصر تتحقق، مشيرا لأهمية الربط بين ثورة يوليو وخطة تطوير العقل المصري التي أعلنها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة.
جاء ذلك، خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته جامعة القاهرة ضمن فعاليات معسكر قادة المستقبل حول تطوير العقل المصري برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وجاء اللقاء تحت عنوان "ثورة 23 يوليو ومدخل التحول في المجتمع المصري"، وبحضور الدكتورة هبه نوح نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، ومنسقي الأنشطة الطلابية، والطلاب.
وأضاف الباز، خلال اللقاء أننا بحاجة لشباب بعقول ناقدة بناءة، وليس مجرد عقول سلبية تنتقد من أجل الانتقاد، مشيداً بمشروع تطوير العقل المصري الذي أعلنه الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وموضحاً أن الجيل الحالي قائم على التفكيك لأي فكرة أو شخصية ولا يقتنع بسهولة بوجهة النظر الأخرى، كونه يعاني من عبثية في التناول، بالإضافة أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تساعد على التواصل بل تدعم التفكيك والانحلال المجتمعي.
وأوضح الباز، أن التجربة التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية حدثت من قبل في عهد عبد الناصر، حيث واجهنا مشكلة سوء فهم لمسألة حرية الرأي، ولازلنا نواجهها، فكان لابد من تدريب الشباب وتمكنينهم، وهو ما نراه الآن يتحقق بفضل القيادة السياسية من تعيينات لنواب المحافظين من الشباب حديثي التخرج ورواد العمل العام الشبابي في مصر، إعمالا لمبادئ المشاركة والتمكين.
ولفت الباز، إلي أن التراكم المعرفي يساهم في تطوير طريقة التفكير، وأن المعرفة لو لم يتم الاستفادة منها بشكل مباشر سيتم الاستفادة منها بشكل غير مباشر مع الوقت، موجهاً حديثه لطلاب جامعة القاهرة، قائلاً: "الجيل الحالي يعمل على تفكيك كل شيء وهو ما يتضح من كيفية العرض على وسائل التواصل الاجتماعي"، مشيرا إلي أن ثورة 23 يوليو لها مميزاتها وعيوبها.
ولفت الباز، إلي أنه قبل ثورة 52 كان الاحترام هو السائد بين الناس وكان كل فرد يعرف من هو وما يملك ومن أين أتى، موضحاً أن الكلام المكتوب له مصداقية وقداسة كبيرة لدي القارئ، قائلاً "محمد علي من الرجال المقادير اللي ربنا بعته برسالة ولم ينزل عليه الوحي، وكان عاوز مصر قطعة من أوروبا"، مشيراً إلي أن المطبعة أكبر نقلة في تاريخ البشرية.
وأوضح الباز، أن جماعة الأخوان المسلمين كان مزاجها غير مزاج الشعب المصري، وثورة ٢٣ يوليو استردت مصر من الأجانب، قائلاً: "حكاية حكم العسكر هي فكرة خبيثة لعمل فتنة بين الجيش والشعب وصنعتها الجماعة ولو اكملوا في الحكم مش هنبقي قاعدين هنا، وكل البنات هتلبس نقاب".
وأضاف الباز، أن ثورة ٢٣ يوليو هي الثورة الأم والثورة المكتملة حتي الآن، والثورة هي الحدث الذي يؤدي إلي تغيير النظام السياسي والاجتماعي، وإعادة مصر من محاولة الاختطاف.
وحذر الباز، من اللعب بالمعلومات لأنه من أخطر الأشياء في مصر، مشيراً إلي أن الدولة المدنية هي أن يحتكم فيها كل المواطنين لقانون واحد، وموضحاً أنه من الطبيعي وجود خلل في تطبيق القانون ولكن ذلك ليس لا علاقة له بالدين.
وتابع الباز، قائلاً "احنا مش هنقدر نزور التاريخ، ففي عهد جمال عبد الناصر حصل اعتقالات وهناك شيوعيون تم اعتقالهم"، مشيراً إلي أن النظام لا يعتقل من يعارضه بل يعتقل من يهدد بقائه، وهناك قاعدة تقول "التأثير لا يعني التبرير"، مضيفاً "محتاج تسأل في مصر فين المعارضة.. أقولك الأخوان أيام محمد حسني مبارك لم يكونوا معارضة".