د. الخشت: مفهوم الفساد اتسع ليشمل إطلاق الشائعات والنقل الجزئي للمعلومات والصراعات الشخصية
د. هشام زعلوك: الأجهزة الرقابية تحتاج إلى جهود أساتذة الجامعة لمساعدتنا في مكافحة الفساد وفق أسس علمية
أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال ندوة "نشر قيم النزاهة والشفافية والتوعية بمخاطر الفساد" بحضور اللواء دكتور هشام زعلوك، أن مفهوم الفساد اتسع ليشمل النميمة وإطلاق الشائعات والنقل الجزئي للمعلومات والصراعات الشخصية وتمركز السلطة وحكم الرجل الواحد في أي مؤسسة، موضحًا أن الشخص الذي يعرف أي مصدر فساد ولا يبلغ عنه فهو فاسد، ولكن من يتخذ كافة الإجراءات لمواجهته لا يمكن أن يتصف بالفساد، موضحًا
وكشف الدكتور الخشت، أنه تم التعاون مع الرقابة الإدارية في الكشف عن وجود مجموعة ضخمة من حالات الفساد داخل جهة واحدة، وأنه تم تنحية رئيس هذه الجهة، مؤكدًا أن العلاقات لا تحمي أحد، وأن مفهوم الجامعة الذكية يقوم على التحول الرقمي الذي يمنع الكثير من عمليات الفساد.
وأشار الدكتور محمد الخشت، إلى أنه في إطار مكافحة الفساد بالجامعة فإن دورنا هو مواجهة الخطأ بكل حسم وشفافية، موضحًا ان آخر ما تم إنجازه هو الدليل الارشادي للخدمات، مؤكدًا أهمية عدم وجود انغلاق معلوماتي، مع التفرقة بين الشفافية التي تعني النزاهة وكشف الأمور لذوي الاختصاص، وبين الحفاظ على أسرار العمل التي يعتبر كشفها مخالفة تستوجب المساءلة القانونية.
ومن جانبه قال اللواء الدكتور هشام زعلوك رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إن الرقابة الإدارية ليست بمعزل عن باقي أجهزة الدولة، وتتبع رئيس الدولة مباشرة، وأن هدف الهيئة مكافحة الفساد ومنع حدوثه وعدم التهاون في مكافحته.
وأكد اللواء زعلوك، أن الأجهزة الرقابية في الوقت الحالي تحظى بدعم سياسي ومجتمعي وهي ليست في في معزل عن الدولة وأجهزتها، لأن مكافحة الفساد أصبحت مطلب ملح، مضيفًا أن مصر لديها اتفاقيات والتزامات دولية في مكافحة الفساد.
كما أكد على ضرورة ترسيخ المواد العلمية لهذا المجال، موضحًا أن الدولة تسعى لتطوير كافة الخدمات المقدمة للمواطن وهو ما يستلزم إجراءات تشترك بها كافة أجهزة الدولة، لافتًا إلى أن مصر لدينا 63 جهة بها بيانات المواطنين مثل الأحوال المدنية والتوكيلات، لذا تم عمل مشروع لربط هذه الجهات ببعضها البعض.
وأضاف زعلوك، أن مصر تتطور خدميًا ورقميًا بما يخفف من الضغوط على المواطن، وتقديم خدمة جيدة وسريعة له، متابعًا أن قاعدة البيانات للدولة والمواطنين يعمل بها كل أجهزة الدولة، وتتم بشكل مؤمن بدرجة كبيرة من الأجهزة الأمنية، مع العمل على إحلال وتجديد للبنية التحتية، موضحًا أن هذا المشروع ينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة ويزيد من الشفافية ومكافحة الفساد، كما يساهم ذلك في النهوض بالناتج القومي لمصر.
وتابع زعلوك، أن الهيئة هذا العام انفتحت بقوة على افريقيا في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، وتم تنظيم المنتدى الافريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، لافتًا إلى أننا نقدم علوم مكافحة الفساد للدول الأفريقية، ونحاول الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
وأشار زعلوك، إلى وجود بروتوكولات تعاون مع جامعة القاهرة لتنظيم دبلوم ماجستير لإدارة الأعمال ومكافحة الفساد لإنتاج كوادر بشرية تدرك معني الفساد وتعمل على مكافحته بكل قوة، لافتًا إلى أن هيئة الرقابة الإدارية تعمل بمفهوم حديث لمنع الفساد يتمثل في دراسة الظاهرة واقتراح الحلول وتغيير التشريعات واللوائح، مؤكدًا انها تقدم المساعدة للمواطن وتهتم بأمره وتقدم الدعم والمشورة والمعلومات، كما تقدم الدعم الفني لمساعدة المسئول في التغلب على مكافحة الفساد.
وأشار زعلوك، إلى الحاجة لمساعدة أساتذة الجامعة في مكافحة الفساد، مؤكدًا أن مصر الآن في العصر الذهبي لمكافحة الفساد ولديها رغبة قوية لمحاربته، لذا لابد من التعرف على مفهوم الفساد، والتخلص من ثقافة عدم الإفصاح عن حالات الفساد.